شخصيات بيروتية ترفض بهاء الحريري… “وراثة سعد مستحيلة”
فجأة، أراد رجل الأعمال بهاء الحريري دخول بيروت كوريث سياسي لشقيقه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وكأنّ بيروت “عاقر” لا تنجب “زعامات” ولا شخصيات وازنة، حتى نرى كيف يتم تقاسمها على طاولة الكبار وأصحاب الأموال الطائلة.
عندما رحل سعد الحريري عن الساحة السياسية، تنفس بعض أهالي بيروت الصعداء، لأنها قد تكون فرصة حقيقية لبروز شخصيات ولدت من رحم بيروت، بروح جديدة تعطي أملًا للناس المنهكين من الصراعات السياسية التي غالبًا ما تكون على حسابهم.
تشير مصادر تيار المستقبل، إلى أنّ مهمة بهاء الحريري شبه مستحيلة، بعد أن تآمر على شقيقه داخلياً وخارجياً، وهو الذي غاب عن لبنان وشعبه لأكثر من 15 عامًا، يأتي اليوم ليقطف حصاد لم يزرعه هو.
وأوضحت أنّ بهاء يعتقد أنّ المال هو كلّ شيء، وهو مخطئ، لأنّ العمل السياسي ورغم ضرورة توفر المال لتسويقه وتقديم الخدمات للمواطنين وتنظيم المؤتمرات والندوات، الّا أنّه ليس كل شيء، بل يجب الأخذ بعين الاعتبار شخصية الرجل وخطابه السياسي، وقد أثبتت حركة المنتديات التي رعاها بهاء أنّه “شخصية مؤقتة” بعد أن انهارت على رؤوس صانعيها، وقد خسر بسببها ثقة معظم الذين تعاونوا معه ليس في بيروت فقط، بل في الشمال والبقاع أيضًا.
وأكّدت المصادر، أنّ بهاء لا يملك رصيدًا شعبيًا وازنًا في العاصمة، ولا يحظى بقبول مناصري تيار المستقبل، كاشفة أنّ عدّة شخصيات وازنة رفضت خوض الانتخابات على لائحته “سوا لبيروت”، وذلك خوفًا من النقمة الشعبية التي يمكن أن يتعرّضوا لها في حال انضموا إلى صفوف بهاء الطامح لوراثة شقيقه، سياسيًا وشعبيًا.
من جهة أخرى، لفتت أوساط بيروتية متابعة للحركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية، إلى أنّ بعد خروج سعد الحريري من الساحة السياسية باتت أصوات تيار المستقبل المقدرة بـ 30 الف صوتًا هدفًا لجميع المرشحين، لكن يبدو أنّ نسبة كبيرة من هذه الأصوات تتجه نحو صناديق رجل الأعمال ورئيس نادي الانصار نبيل بدر، الذي يسجل تقدمًا ملحوظًا على الساحة البيروتية، وهو بصدد الإعلان عن لائحة تضم شخصيات بيروتية صرف، مدنية سيادية معتدلة، من المتوقع أن تكون الحصان الرابح في معركة أيار المقبل.
وتشير المصادر، إلى أنّ بدر الذي رفض الدخول في صراع الاشقاء (سعد وبهاء)، كان قد رفض عرضًا بخوض الانتخابات على لوائح تيار المستقبل رغم قربه من مناصري التيار وقواعده الشعبية، كما رفض عرض بهاء بترؤس لائحة “سوا لبيروت”، وهو يصرّ على خوض الانتخابات بصورة مستقلة عن الاحزاب والصراعات والتسويات، ايماناً منه بضرورة صياغة حالة بيروتية جديدة تعكس المزاج الشعبي العام وتمثل تطلعات وطموحات أهالي العاصمة بمختلف طوائفهم ومذاهبهم.